الحميه الغذائيه الصحيحه (قائمة المقالات)
الانسان هو المخلوق الوحيد الذي لا يتبع حيمه غذائيه معينه . كل
الحيوانات لها طعام خاص و معروف لانها تتبع احتياجاتها الجسميه و
الطبيعيه.
ماذا يجب ان نأكل و متي؟ و ما كميه الاكل المطلوب ومتي نتوقف عنه؟ بمعني
ان الحيوانات المفترسه لا تأكل و لا تصطاد الا حين تجوع و الجوع هو الذي
يحفزها لتفترس الحيوانات الاخري و حين تشبع لا تستطيع ان تجبرها علي
الصيد ؛ بكل بساطه تجلس و ترتاح تحت ظل الشجر و هناك حيوانات مثل الدب
يأكل في ثلاث فصول السنه و ينام في الشتاء و هكذا كل الحيوانات متوازنه
بأجسامها الا الانسان هو الوحيد الذي لا يعرف ماذا يأكل و كيف يأكل ومتي
يتوقف عن الاكل !! لا طبيعه جسمه تعلمه باحتياجاته ولا هو واعي بما فيه
الكفايه لبتأمل نفسه و طريقه حياته ... ولكن اذا استخدم الانسان القليل
من الذكاء و انتبه للقليل الذي يحدث في جسمه سيتعلم الكثير من هذا الجسم
الصامت و ببساطه سيغير طريقه اكله ... الطريقه بسيطه جدا.
اول شيئ يخطر علي اذهاننا هو ماذا نأكل و ماذا لا نأكل ؟ جسم الانسان
مصنوع من مواد كيميائيه او بالاحري الانسان هو خلطه كيميائيه وسواء ان
كنت قويا و صحيا او عالما وواعيا فإذا اضفت الكحوليات لهذه الخلطه ستذوب
المواد الكيميائيه فيه و هذا ما يضرالجسم.
لقد مات سقراط مسموما ؛ السم لا يفرق بين عالم و جاهل و بين مؤمن و كافر
هذا هو عمله يذهب الي المواد الكيميائيه في الجسم و يحولها . اذن أي ماده
تؤكسد المواد الاخري في الجسم هي مضره و تؤثر سلبا علي الوعي يعني كل
ماده تدخل الانسان الي اللاوعي او النشوه والاضطراب فهي مضره و الضرر
الاكبر يحدث حين تصل هذه المواد الي الصره.
كل العلوم والاطباء الذين يعتمدون علي الحميه الغذائيه في علاجهم يؤثرون
علي الجسم بشكل ايجابي و لكنهم ليسوا واعين ان هذا التآثير هو ليس من
نوعيه الحيمه بل من تأثيرها علي الصره بمعني انه كلما ازدادت الطاقه في
منطقه الصره او صله الارحام فان الشفاء يكون اقرب و التغيير اسرع.
اطباء الحميه يعتقدون ان الفائده التي تعود علي الجسم عن طريق الاكل تأتي
عن طريق توازن الاعضاء و الاحشاء الموجوده في البطن ؛ اكيد هي تفيد
الاعضاء و لكن الفائده الكبري و الحقيقيه تأتي حين تستيقظ الطاقه
المدفونه حول الصره . اذا تجاهلت هذه الطاقه او تضررت بطريقه ما فبمرور
الوقت تصغر و تضعف و بالتالي تنام و لهذا نفقد احساسنا بها كمركز للطاقه.
لهذا نحن نشعر بمركزين للطاقه في الجسم الاول هو المخ او طاقه الفكر و
الثاني هو حول القلب و الذي يشكل طاقه العواطف و لكن طاقه الصره اعمق من
هذا و لكننا لا نشعر بها و بالتالي لا نستطيع التواصل معها.
اذن احسن وجبه غذائيه هي الوجبه التي لا نحس بالتخمه و الثقل علي المعده
بعدها او الاحساس بالنشوه او بالحموضه . اذا احسست بالثقل او النعاس و
الكسل بعد الاكل فكن اكيد انك اخطأت بأختيارك هذا الصحن.
ولكن لماذا لا توجد حميه غذائيه واحده نتبعها و نرتاح ؟ لاننا مختلفين عن
بعضنا الاخر ؛ البعض لها بنيه و جثه كبيره و البعض له بنيه صغيره و كذلك
المناخ يختلف من منطقه الي اخري اكيد ما يأكله الناس في القطب يجب ان
يكون مختلفا عن الذين يعيشون علي خط الاستواء ومن قديم الزمان كانت الناس
تعتمد علي المناخ و طريقه العمل في اكلها بمعني ان الذين كانوا يعيشون في
الجبال و حرفهم تربيه المواشي يأكلون اللحم اكثر من المزارعين الذين
يعتمدون علي الارض في طريقه حياتهم.
قال احد الحكماء ان ما يأكله الناس ينقسم الي اثنين النصف الاول يملئ
بطونهم و النصف الثاني يملئ بطون الاطباء . فاذا اكتفي الناس بالنصف
الاول وفروا علي انفسهم الكثير من الامراض و التعب و مشقه العلاج.
الكثير من الناس يمرضون و يموتون بسبب الجوع و الكثير منهم يمرضون و
يموتون بسبب التخمه و عدد الذين يموتون بسبب التخمه هو ا كثر بكثير من
الذين يموتون من الجوع . تذكر حتي يموت الانسان من الجوع فيجب ان لا يأكل
أي شيئ لمده ثلاث شهور واذا لم يمت بعدها فيمكنه ان يبدأ بالاكل و تستمر
الحياه و لكن اذا استمريت بالتخمه ثلاث شهور فلا امل ان تعيش بعد ذلك.
كان هناك امبراطور يحب الاكل فجاء بطبيبين و طلب منهم ان يعطوه جرعات
للاستفراغ حتي يستطيع ان يأكل في اليوم عشرين وجبه !! يأكل الطعام و من
ثم يأخذ جرعه من الدواء و يستفرغ الاكل و يستعد للوجبه التاليه!
هذا ما كان يفعله هذا الرجل و هو امبراطور و لكن ماذا نفعل نحن ؟! نأكل
بشكل غلط و بعد شهرين او ثلاث نشعر بآلام في البطن و المعده وينصحنا
اصحابنا بالحقنه الشرجيه و ننظف الامعاء ومن ثم نبدأ بالاكل الغلط مره
ثانيه ؛ الامبراطور كان ينظف امعاءه كل يوم و نحن ننظفها كل ثلاث شهور !
اذا كنت امبراطورا ماذا كنت تفعل ؟ لا تسخر منه.
اليوم اصبح الاكل معضله خطيره و مكلفه ! الطعام يساعدنا في بقاءنا و
استمراريتنا للحياه و لكنه اليوم لا يساعدنا لنبقي اصحاء بالعكس يجلب لنا
الامراض وهذه اكبر مفاجئه للبشر ان الاكل يجلب له المرض ! و كأنك تقول ان
الشمس حين تشرق تجلب معها الظلام !! و لكن هذا ما يحدث بالفعل الاكل هو
الذي يسبب المرض.
اذن ما نقوله هو ان كل شخص يكون واعيا لما يأكل ويتعرف علي تأثير كل وجبه
علي جسمه و عقله و هكذا و خلال كم شهر تتعرف علي الاكل الصحي الذي يناسب
جسمك و يتناسب مع عواطفك و افكارك...
تأمل ! اكثر الحروب بشاعه في التاريخ كانت علي ايدي المغول وهم قبائل
تربي المواشي و لها احسن الجلود و الاحصنه و الاكل في هذه المنطقه مبني
علي اللحوم في جميع فصول السنه . هؤلاء لم يصنعوا الحروب فقط بل كانوا
يقتلون و يخربون كل شيئ ؛ تصور انهم كانوا يقتلون النساء و الاطفال و
العجزه و لم يكفيهم هذا بل كانوا يحرقون الكتب او يرمونها في البحر!!
لماذا؟ لان الصفه الحيوانيه تغلبت عليهم.
تأمل الحيوانات المفترسه حين تصطاد حيوان آخر، تأكل ما تريد منها هي و
اولادها ومن ثم يأتي الذئاب و بعدها طيور الكركس و من ثم الثعالب و في
النهايه الحشرات و النمل ... ماذا بقي ؟
و العكس صحيح ايضا ؛ اكثر الناس في الهند يتبعون الحيمه النباتيه ولهذا
لم تدخل الهند في حروب وعداء مع الاخرين.
هناك نقطه اخري للتفكر و هي : بما اننا نتأثر بالاكل فهل الاكل يتأثر
بأحوالنا ؟ نعم ؛ بمعني ان الحال هو اهم من الاكل . اذا كنت ممتنا و
سعيدا فبوسعك ان تحول السم الي دسم و العكس صحيح اذا كنت تعيسا و مضطربا
مهما كانت وجبتك صحيه فستتحول الي سم وتضر به جسمك.
في روسيا اجري عالما اختبارا علي قطه و كلب ليصل الي نتيجه مذهله ! اطعم
القطه و ادخلها في غرفه للاشعه حتي يعرف كيف تعمل معدتها و بعد ان بدأت
المعده عمليه الهضم ظهر الكلب من وراء الزجاج فخافت القطه منه و صارت تلف
حول نفسها بداخل الغرفه و في كل هذه الفتره توقفت المعده عن الهضم حتي
بعد ساعات لم تهضم المعده الاكل و بعد ان اخرج العالم الكلب و استقرت
القطه و ارتاحت بدأت معدتها بعمليه الهضم و لكن الاكل كان قد تأكسد
فتعسرت معدتها . هذا يدل علي ان الفكر له تأثير كبير علي الاكل الذي
نأكله و المعجزه هي اننا نعيش كل هذا الاضطراب مع اخبار الدمار والقتل و
معدتنا لا تزال تستطيع هضم ا لاكل !! اليست هذه معجزه بالفعل ؟!
تصور المرأه تعمل في المطبخ طول اليوم و هي تغسل و تفرم و تطهوو تنتظر
زوجها للاكل و لكنها تتذكر كل الالام و التعب علي مائده الطعام تشكو من
الاولاد و الجيران و من الغلاء وكل شيئ . هكذا يتحول كل تعبها الي سم
تطعم به زوجها و اولادها و الزوج يأكل بسرعه حتي يتخلص من سجن هذه
المائده و اكيد هذه الطريقه للاكل تسبب سموم اكثر في جسمه و عقله...
الاكل هو ليس عمل يجب ان تؤديه لتتخلص منه . احترمه لانه نعمه انعم الله
عليك بها اذن كن ممتنا و سعيدا و كلما كنت مرتاحا كلما تفاديت الاضرار من
الطعام حتي و ان كان غير مناسبا.
العنف لا يأتي من اكل اللحوم فقط بل اذا كنت في حاله غضب ستحول الطعام
الي عنف و اضطهاد . اذن حاول ان تأكل و انت في سلام و استمتاع اذا لم تكن
في هذه الحاله فلا تأكل ابدا حتي وان كنت ستأكل الطبق المناسب ! لانك
بهذا ستحوله الي غضب . انتظر الي ان ينطفئ الغضب و تشعر بسلام ، السماح و
الغفران يعطون الراحه للفكر و اذا احسست انك غير مستعد للمسامحه لا
تأكل ! كل ما ستخسره هو انك ستظل جوعان يوم واحد وهذا ليس مهما الاهم انك
لا تدخل الطعام علي جسمك و انت غضبان.
تعودنا ان نأكل بأي شكل و بأي حال كنا ... جوعانين او شبعانين هذا ما يجب
ان نفعله ثلاث مرات في اليوم ! كُل و خلصَنا!!
علي صعيد الجسم يجب ان يكون الاكل صحي و علي الصعيد الفكري يجب ان يكون
الفكر بسلام و استمتاع و علي الصعيد الروحي يجب ان تكون الروح ممتنه و
شاكره اذا اجتمعت هذه الثلاث فانت تصنع الاكل المناسب لك...
الكثير منا يعتقد انه اذا كان عنده الطعام الكافي فسيكون ممتنا و شاكرا و
لكن الامتنان و الشكر ليس للطعام فقط بل للحياه بصوره عامه لا يمكنك ان
تكون ممتنا لاسباب شخصيه . انا ممتن لاني غني او ممتن لاني بصحه جيده
او ... او ... الامتنان لكل شيئ . الكون اعطاك هذه الحياه مجانا اذن كن
ممتنا ؛ ممتنا لكل هذا الكيان ، لكل الطبيعه ، لله
انا ممتن لان الله اتاح لي الفرصه مره ثانيه لاعيش يوم آخر ،اري الشمس و
براعم الازهار و استنشق النسيم...
f
المصدر والمزيد من المعلومات